تربط هذه المجموعة بين اكتشافين أثريّين وعمل مبكّر للفنّان المعروف منشيه كديشمن. يُعدّ تمثال "المذبح" مثالًا مبكّرًا على قدرة كديشمن الرائعة على دمج الماضي القديم مع الحاضر، والأسطوريّ مع الحياة اليوميّة. عندما خدم كديشمن في الجيش في سيناء في خمسينيّات القرن الماضي، أسره منظر الصخور الّتي تبدو وكأنّها آيلة للسقوط. بلغة الفنّ التقليليّ، الّتي طوّرها في الستينيّات عندما كان يدرس في لندن، تمّت ترجمة الظاهرة إلى منحوتات مبنيّة من أشكال مجرّدة في مزيج يتحدّى الجاذبيّة ويخلق إحساسًا بالتوتّر لدى المشاهد. أُنشئ "المذبح" من أحجار الجرانيت الّتي جُمعت من شوارع لندن، حيث تمّ استخدامها لرصف الأرصفة. كما شارك كديشمن في التنقيبات الأثريّة في شبابه، ولربّما تعرّض للاكتشافات هناك. و"المذبح" هو النموذج الأوّليّ لتمثال "توتّر"، وهو التمثال الأصفر الّذي يقف عند المدخل الرئيس لمتحف إسرائيل.


إلى جانب إبداع كديشمن، وضعنا مذبح بخور من مجدّو؛ وهو شيء طقسيّ كان شائعًا في ذلك الوقت، قبل حوالي ثلاثة آلاف عام. ولا بدّ أنّ قطعة مماثلة كانت قد وقفت أمام عينَي كديشمن عندما نحت "مذبحه". الشيء الّذي لربّما يكون أقلّ توقّعًا هو مقعد المرحاض المصنوع، أيضًا، من الحجر، والّذي تمّ اكتشافه عند بوّابة مدينة لخيش، ويُعتقد أنّ عمره ألفان وثمانمائة عام. اكتُشف المرحاض في استخدام ثانويّ في غرفة طقوس، أي أنّه نُقل من مكانه الأصليّ إلى مكان يُعتبر مقدّسًا، لربّما لتدنيسه، كجزء من الإصلاح الدينيّ لحزقيا الّذي تضمّن تعزيز القدس وإلغاء معابد خارجها.
وكما وضع كديشمن حجارة الرصيف واحدًا فوق الآخر وسمّاها مذبحًا، كذلك فعل من قبله، حيث يقرّر الإنسان تقديس حجر ورؤيته مذبحًا، أو تشكيل حجر حيث يُستخدم كمرحاض، وجعله بذلك نجسًا. وبعبارة أخرى إنّ الأشخاص هم الّذين يُكسبون المادّة والشيء معنًى.